كورديار دريعي: "داعش" ارتكب مجزرة كوباني بتنسيق مع تركيا

- 8 مايو 2025 - 103 قراءة

توجّه "داعش" إلى كوباني كان خطأ استراتيجيًا بالنسبة للتنظيم الذي كان قادرًا على التوجّه لمناطق أخرى

الاستخبارات التركية أرادت بإسقاط كوباني خنق التجربة الكردية الوليدة على أيدي التنظيم الإرهابي

خلال كل مجريات الحرب في كوباني كانت تركيا أكثر من تنتظر سقوط المدينة بفارغ الصبر

صمود المقاومة في وجه "داعش" رغم قلة العدة والعتاد أمام آلة حرب تدميرية جذب أنظار العالم 

مواجهة مقاتلي القوات الكردية للتنظيم الإرهابي لم تكن مجرد حرب يخوضونها... وإنما مسألة للوجود أو اللاوجود

إعلان المناضل عبد الله أوجلان من سجنه "النفير العام" لأجل كوباني كان له تأثير كبير في التحاق المقاتلين بالمقاومة

الحركة السياسية الكردية طالما اعتبرت الكرد في "روجافا" جزءًا من النسيج الوطني السوري

الكرد بقواهم الرئيسية اختاروا "الحياد الإيجابي" في النأي بالنفس عن النظام والمعارضة معًا

حكومة "العدالة والتنمية" تسعى إلى تحقيق أهداف استراتيجية مرتبطة بمشروعها الكبير لإقامة "الوطن الأزرق"

الدولة التركية تخشى تحوّل القضية الكردية إلى خطر جدي على مشاريع أردوغان لتدشين "العثمانية الجديدة"

أصحاب "مشروع الشرق الأوسط الجديد" لا يُهمهم ما ستتعرض له المجتمعات من المجازر والإبادات والتدمير

مسائل العدالة وحقوق الشعوب لا أهمية لها وسط مشاريع الهيمنة وإعادة تقاسم النفوذ والموارد

 

 

قال كورديار دريعي، عضو الهيئة الإدارية في "مركز روجافا للدراسات الاستراتيجية"، إن عناصر تنظيم "داعش" ارتكبوا "مجزرة كوباني" بتنسيق مع تركيا، وإن الاستخبارات التركية أرادت بإسقاط كوباني خنق التجربة الكردية الوليدة على أيدي التنظيم الإرهابي، غير صمود المقاومة في وجه "داعش" رغم قلة العدة والعتاد أمام آلة حرب تدميرية جذب أنظار العالم، لأن مواجهة مقاتلي القوات الكردية للتنظيم لم تكن مجرد حرب يخوضونها، وإنما مسألة "للوجود أو اللاوجود".

وأضاف دريعي، في حوار لـ "كردستان"، أن حكومة "العدالة والتنمية" برئاسة رجب طيب أردوغان، تسعى منذ توليها الحكم إلى تحقيق أهداف استراتيجية، مرتبطة بمشروعها الكبير لإقامة "الوطن الأزرق"، وأن الدولة التركية الراهنة تخشى تحوّل القضية الكردية إلى خطر جديّ على مشاريع أردوغان لتدشين "العثمانية الجديدة"، مؤكدًا أن أصحاب "مشروع الشرق الأوسط الجديد" لا يُهمهم ما ستتعرض له مجتمعات المنطقة من المجازر والإبادات والتدمير، وأن مسائل العدالة وحقوق الشعوب لا أهمية لها وسط مشاريع الهيمنة وإعادة تقاسم النفوذ والموارد... وإلى نص الحوار:

 

 مرّت 10 أعوام على مذبحة كوباني "عين العرب"... كيف جرت وقائع هذه المذبحة وما هي الأطراف المتورطة فيها؟

 

- في 13 سبتمبر/ أيلول 2014 شن التنظيم الإرهابي الذي عُرف بالدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) هجومًا واسعًا على مدينة كوباني الكردية، بعد أن تمكن التنظيم من احتلال الموصل في يونيو/حزيران 2014  والحصول على أحدث الأسلحة التي خلفها الجيش العراقي المنهار خلفه، من دبابات وصواريخ ومصفحات، أي امتلكت تجهيزات دولة، مما مكنها من  التوسع في المنطقة .

كان  توجه  "داعش" إلى كوباني خطأ استراتيجيًا بالنسبة للتنظيم الذي كان  قادرًا على التوجه للمناطق الأخرى داخل سوريا، غير أنه يبدو  كان  منقسمًا على نفسه  بين من  يسعى للتوجه  لدمشق، وبين من قرر التوجه  لتدمير التجربة الكردية الفتية والتي كانت انطلاقتها من كوباني في 19 يوليو/تموز 2012، هذا التوجه باعتقادي كان تحت  تأثير الاستخبارات  التركية التي  كانت  تخشى  من  إمكانية تحقيق منطقة كردية مستقلة  شبيهة  بجنوب كردستان في سوريا، والسيطرة على كوباني ستعني ضرب أي أمل  كردي في ذلك، لذلك لاحظنا  خلال كل  مجريات  الحرب في كوباني أن تركيا كانت  أكثر من  تنتظر سقوط المدينة بفارغ الصبر، وتحول حينها  الرئيس التركي الحالي رجب أردوغان إلى  شبه  ناطق رسمي وإعلامي لـ "داعش" نفسه حيث كان يصرح عن مجريات  المعارك،  وأن "كوباني ستسقط  لا محالة". وقد عنونت صحيفة "لوباريزيان" الفرنسية في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2014 إحدى مقالاتها بـ "لعبة تركيا الغريبة لعبة غامضة"، حيث انتقدت الموقف التركي الذي يمقت أي تدخل ضد داعش، لأنه كان  يرغب في رؤية هزيمة الكرد، غير أن كوباني انتصرت من خلال المقاومة التاريخية ودعم التحالف الدولي لها في يناير/كانون الثاني 2015 .

وبالعودة إلى المجزرة، فقد حدثت في يونيو/حزيران 2015 ، بعد إعلان انتصار كوباني والبدء بملاحقة التنظيم وتقدم وحدات حماية الشعب الكردية في الرقة، أراد التنظيم إعادة السيطرة على كوباني من خلال مخطط تم  ترسيمه استخباراتيًا، بدأ هجومه  في 25 يونيو/حزيران 2015  حيث تقدمت عناصر التنظيم  من الجهتين الجنوبية الغربية والجنوبية الشرقية من كوباني، بعد ارتدائهم لباس الوحدات الكردية وتخللها  ثلاثة تفجيرات انتحارية في شمال المدينة في منطقة معبر مرشد بينار الحدودي مع تركيا أي "النقطة  صفر" مع  الدولة التركية.

قُتل في المواجهات أكثر من 22 إرهابيًا من داعش إلى جانب استشهاد 35 من المدنيين والمقاتلين الكرد، وسيطر كذلك التنظيم على قرية "برخ بوطان" التابعة لكوباني لساعات مخلفة وراءه مجزرة بحق الأطفال والنساء والشيوخ أكثر من 35 شهيدًا، فشل  التنظيم  في إعادة السيطرة على المدينة.

وباعتقادي أن المخطط الاستخبارتي الذي ذكرته  إنما  كان بالتنسيق مع  الدولة التركية  حيث أن الهجوم  انطلق من الحدود التركية  والتفجيرات  حدثت في البوابة الحدودية وكان  الهدف - بغض النظر عن  كونها انتقامية من داعش- هي السيطرة على شمال المدينة والبوابة الحدودية. وبعد ذلك يمكن للتنظيم إدخال جهاديين من تركيا وإعادة السيطرة على المدينة، فالمتواطئون في حدوث هذه المجزرة هم "داعش" والاستخبارات التركية، إلى جانب عدم توقع القوات الكردية أن يقوم تنظيم متراجع ومهزوم بهكذا عملية.

 هل صحيح أن مجزرة كوباني كانت ردًا على نجاح ثورة الكرد ضمن الثورة السورية من أجل تحقيق الحكم الذاتي في سوريا؟

 

- بالحديث عن الطموحات الكردية في سوريا، فإن الحركة السياسية الكردية طالما اعتبرت الكرد في "روجافا" جزءًا من النسيج الوطني في سوريا، ولم يكن لهم أي طموحات انفصالية، وإنما نيل الحقوق المشروعة.

ومع بداية ما سميت بـ "الثورة السورية"، وجد  الكرد الذين  كانوا سباقين  في رفض الظلم والتهميش وكسر حاجز الخوف من  النظام السوري في أثناء انتفاضة القامشلي 2012، وجدوا أنفسهم  أمام  خيارين  لا ثالث لهما، إما  الوقوف مع من أسموا أنفسهم  بالمعارضة والذين تبنتهم الدولة التركية ومكنت  "الإخوان  المسلمين" من  تسيدهم، وإما  الوقوف مع  النظام  السوري ضد هذه المعارضة ، في الوقت الذي لا يقدم  الطرفان أية ضمانات للشعب الكردي حول حقوقه  المشروعة،  إلى جانب غياب أي مشروع  ديمقراطي حقيقي لعموم  سوريا.

ورغم انجرار بعض القوى الكردية الصغيرة  إلى الأجندات  التركية، وتبني رؤيتها  في ضرورة  إسقاط النظام  من دون تقديم  بديل ديمقراطي، وإنما  تبديل نظام قومي استبدادي  بنظام طائفي استبدادي، لذلك  اختار الكرد  بقواهم الرئيسية "الحياد الإيجابي" في النأي بالنفس عن  النظام  والمعارضة معًا، وتقديم  مشروع  ديمقراطي قائم على الاعتراف بكافة الثقافات والأديان  والمذاهب، مشروع  جامع بعيدًا عن  الذهنية الطائفية والقوموية. وهذا ما دفع القوى الإسلامية وتركيا لمحاربة هذا المشروع، الذي ألصقت به ما سميت بالمعارضة السورية وتركيا عن سابق تصميم صفة "الانفصال" والدولة الكردية، لتأليب المكونات السورية ضد بعضها البعض.

 لذلك لم يكن الهجوم  الإرهابي الذي نفذته داعش ضد كوباني في 2014 على المنطقة فقط، إنما  كان  هجومًا  على التعددية والديمقراطية الفتية في المنطقة وسط  أنظمة دكتاتورية وحركات  إسلامية وسلفية، الكرد  كانوا طليعة  هذا المشروع  والملفت فيها هو صعود  دور المرأة بشكل  قوي، إلى جانب خشية تركيا من  انعكاس المكتسبات الكردية في سوريا على الداخل  التركي حيث سخونة  القضية الكردية، لذلك بالإضافة لأهداف داعش في الوصول إلى الحدود التركية، حيث إمكانية تلقي الدعم اللوجستي والعناصر الجهادية بسهولة، فإن هناك هدف تركي أساسي من المذبحة  وهو القضاء على إمكانية نيل الكرد أي مكتسبات  في سوريا، ولا يخفى على أحد مدى التنسيق والدعم  والتناغم  ما بين  داعش والدولة التركية .

مشروع الشرق الأوسط الجديد

 كيف تفسرون صمت المجتمع الدولي آنذاك عما عاشته كوباني من مأساة إنسانية وتنكيل بالبشر والنساء والأطفال؟

 

- ما سُمي  بـ "الربيع  العربي" الذي أصبح شتاءً قارسًا  لشعوب المنطقة وحوّلها من الأمل في نيل حريتها إلى العيش في كابوس ومجازر وتشريد وتدمير للمجتمعات، هذا المخطط لم  يكن  منفصلًا عن  المشاريع  الدولية في إعادة رسم ملامح  الشرق الأوسط ، بما يخدم  المصالح  الدولية، وخاصة الغربية.

 ولكون تركيا دولة من دول الحلف الأطلسي في الشرق الأوسط، فقد كان منوطًا بها تحقيق ذلك،  تحت  يافطة  "الإسلام  المعتدل"،  وربط  دول  الشرق الأوسط  بهذا المشروع  من  خلال الأحزاب الإسلامية، وعلى رأسها "الاخوان  المسلمين" الذين تسيدوا الانتفاضات العربية، لذلك فإن ما يهم  هذه الدول هو تحقيق "مشروع  الشرق الأوسط  الجديد" بغض النظر عما  ستتعرض له  المجتمعات من  المجازر والإبادات  والتدمير، فمسائل  العدالة  وحقوق الشعوب وغيرها  لا أهمية لها وسط  مشاريع  الهيمنة وإعادة تقاسم  النفوذ والموارد.

 لذلك، ولكون تركيا حليف قوي في "الناتو" والجندي المتقدم للحلف في منطقة الشرق الأوسط، فإن مسألة دعم الكرد ومساندتهم تعد من المحظورات بالنسبة لتركيا، ولا ترغب الدول الغربية  في إزعاجها وسط  مشروع  قائم  يعمل  لأجل تحقيقه، وكان  الاهتمام الدولي موجهًا  للمعارضة السورية ويقدم  لها  كل  الدعم  من خلال تركيا  التي رعت  تلك  المعارضة، ولم  يكن  الكرد  في الحسبان، وكان  يُعتقد  أن الكرد  في سوريا سيكونون  في "السفينة التركية" وملحقين  بالمعارضة، من  خلال وعود شكلية بمنح  بعض الحقوق. غير أن اتخاذ الكرد الحياد  الإيجابي والعمل على تحقيق مشروعهم  المنفصل عن  النظام  والمعارضة معًا، أثارت مخاوف تركيا، خاصة وأنها تعتبر كل ما هو كردي مجرد "إرهابي"، لذلك  فالصمت  الدولي كان  نابعًا من  التأثير التركي وقوة  علاقاتها  ضمن  حلف "الأطلسي" وفي المنطقة، إلى جانب غياب كرد سوريا عن  المجتمع الدولي والرأي العام، والدعاية التركية المكثفة لتشويه الحقائق واعتبار القتال الدائر في كوباني على أنها بين تنظيمين إرهابيين، في الوقت الذي كانت تركيا تسمن الإرهاب الداعشي جهارًا .

 كيف أصبح الأول من نوفمبر/تشرين الثاني كل عام "يومًا عالميًا للتضامن مع كوباني"؟

 

- في عام  2014 وإثر هجوم داعش على مدينة كوباني، كانت كل  التوقعات أن المدينة ستسقط وفقًا لما خبره العالم وقتها من إرهاب داعش وسقوط "الموصل" خلال ساعات  وسرعة توسع  سيطرة التنظيم في سوريا والعراق، وبات  التنظيم  يشكل  رعبًا ليس فقط  للمجتمعات  في سوريا وإنما  للمجتمعات الغربية أيضًا، غير أن  الشيء الذي لم تكن  تدركه  تلك  المجتمعات  هو أن داعش خلال  توسعه  لم  يواجه  أي مقاومة  حقيقية، ونستطيع القول  أنه في كوباني وجد التنظيم نفسه لأول مرة يواجه قوى ليس في مصطلحها الاستسلام أو التخلي عن المقاومة، والسماح  له باحتلال  المدينة، فالمقاومة التي أبدتها المدينة في وجه داعش وصمودها رغم  قلة العدة والعتاد أمام آلة حرب تدميرية وتنظيم  عقائدي إرهابي، وما أبدته  المرأة الكردية خاصة في هذه المقاومة  وانتشار صورها في العالم ، جذبت الأنظار إلى كوباني، هذه البقعة  الصغيرة،  وشعر العالم  بأن هذه المدينة إنما  تدافع وتقاتل  الإرهاب نيابة عنه.

لذلك، وفي المؤتمر الكردستاني الذي عقد في البرلمان الأوروبي عام 2014  تم  اقتراح  الأول من نوفمبر/ تشرين الثاني كيوم  عالمي للتضامن  مع  كوباني، إلى جانب  أن العشرات  من  الحاصلين  على جوائز "نوبل"  والأكاديميين وشخصيات  عالمية معروفة وفلاسفة وممثلي منظمات المجتمع المدني، أعلنوا  الأول  من  نوفمبر/تشرين الثاني يومًا عالميًا للتضامن  مع  كوباني ، حيث نزل  الملايين  إلى الشوارع  في أنحاء العالم  تلبية لذلك.

كما أن المناضل عبد الله أوجلان كان قد أعلن من سجنه في "إمرالي" النفير العام لأجل كوباني، وكان  لذلك تأثير كبير لالتحاق الشباب والشابات الكرد من عموم  كردستان  بالمقاومة ، فالسبب الرئيسي لتحول  الأول من  نوفمبر/تشرين الثاني إلى يوم عالمي للتضامن مع  كوباني هو  الصمود البطولي للمدينة في وجه الإرهاب العالمي.

شعب توّاق للحرية

 هل يمكن اعتبار الأول من نوفمبر/تشرين الثاني تحولًا تاريخيًا على صعيد الانفتاح العالمي على القضية الكردية؟

 

- بالتأكيد، حيث أنه ولأول مرة استطاع  الكرد  إظهار حقيقتهم  للعالم  بعيدًا  عن  التشويه  والتضليل الذي كانت تمارسه الأنظمة الغاصبة لكردستان حول الشعب الكردي وقضيته  من خلال الصمود  الأسطوري في كوباني، حيث أدرك  العالم  أن  الشعب الكردي، شعب تواق للحرية، وفي نفس الوقت لا ينكر الحرية عن أحد، يقاوم  بشرف، ويطالب بحقوقه  بشرف، لذلك  تبني العالم  الأول من  نوفمبر/تشرين الثاني كيوم عالمي للتضامن  مع  كوباني ، جلب ذلك الاهتمام  بالكرد  في سوريا وفتحت أمامهم أبواب كثيرة على المستوى السياسي والاجتماعي والثقافي وزاد من  الاهتمام  قبل الباحثين والصحافيين العالميين  بـ "روجفا" شمال شرق سوريا، وحقيقة المشروع  الكردي الديمقراطي في المنطقة، حيث أصبح  الكرد  حديث الساعة  في الإعلام  العالمي كشعب حر ويعمل  لأجل  الديمقراطية، وشعب شجاع  يقارع  الإرهاب العالمي في الوقت الذي كانت كل الدول الغاصبة لكردستان  تقدم  الكرد على أنهم  شعب بدائي ويمارسون  الإرهاب داخل دولهم  في تشويه عميق للكرد وقضيتهم.

• قالت فيجن يوكسيكداج، الزعيمة المشاركة لحزب الشعوب الديمقراطي، وقتها، إن هناك "احتمالًا كبيرًا" أن يكون الإرهابيون دخلوا كوباني من تركيا... فما مدى صحة ذلك؟

 

- حزب الشعوب الديمقراطي في شمال كردستان وتركيا كان  يخوض نضالًا سلميًا، ويسعى لإنجاح  المفاوضات التي كانت جارية مع  حزب العمال الكردستاني من  خلال المناضل أوجلان  في  2013 وهو المسعى الذي انتهى رسميًا 2015 نتيجة السياسات التركية المعادية للكرد، و لذلك في أثناء الهجوم على كوباني والمجزرة التي حدثت، وما بعدها من تطورات في تركيا ضد القضية الكردية واستهداف  نشطاء السلام  في سروج 2015 وتفجيرات  أنقرة وامد، التي كانت  لتوجيه ضربة  للكرد من جهة وترهيبهم لإضعاف الحماسة لديهم، حيث كان الشعور القومي الكردي مرتفعًا وخاصة بعد انتصار كوباني، والإيحاء للرأي العام من جهة أخرى بأن  تركيا نفسها تعاني من إرهاب "داعش".

 ومن خلال تتبع السياسات التركية التي انتهجت ضد الكرد سواء أثناء مقاومة كوباني، أو بعدها، ستجد أنها كلها تثبت بأن تركيا ما كان يهمها تنظيم "داعش" وإرهابه، بل ومطمئنة منه، غير أنها  كانت تعادي الكرد صراحة، لذلك  فما قالته  الرئيسة المشاركة لحزب الشعوب الديمقراطي فيجان يوكساكداغ  صائب، حيث كانت تركيا تقدم  كل التسهيلات  لـ "داعش" ولكنها  قالتها بصيغة  دبلوماسية وكما  ذكرت  في البداية كانت  لا تزال تأمل  بأن  لا ينتهي مشروع  السلام  التركي- الكردي .

 قبل نحو 9 أشهر من المذبحة حذر الزعيم عبد الله أوجلان من السماح لـ "داعش" بارتكاب المجزرة وقال في بيان "أحث كل شخص في تركيا تحمّل المسؤولية في كوباني"... كيف تقيّمون هذا التحذير الاستباقي ولماذا لم تستمع له السلطات التركية وقتها؟

 

- المناضل عبد الله أوجلان له قراءة معمقة حول الشرق الأوسط، وما سيجري في المنطقة، نبهت الدولة التركية أيضًا من  أن عدم حل القضية الكردية لن  تكون  في مصلحة  تركيا نفسها، لأن  الشرق الأوسط  لن  يبقى  كما  هو،  وهناك  مشاريع  لقوى  الهيمنة، التي تسعى إلى إغراق الشعوب في الصراعات، لذلك  كان  يدعو إلى حل  القضية الكردية سلميًا.

وقد تجاوبت حكومة حزب "العدالة والتنمية" بزعامة أردوغان مع مشروع  السلام،  وأعلن أردوغان أن "القضية الكردية قضيته هو نفسه"، ولكن  السؤال  هو  هل  فعلًا كان  أردوغان جادًا  في ذلك ؟ فنحن  نعلم  أن الذهنية التركية ومنذ تأسيس الجمهورية 1923 إثر اتفاقية لوزان وضعت  نصب عينيها  هدفًا أساسيًا، وهو صهر الشعوب الموجودة ضمن حدود الدولة و"تتريكهم"،  والقضاء نهائيًا على القضية الكردية واعتبارها  مسألة مفروغة من  أمرها،  وأن  لا وجود  لشيء اسمه  كردستان أو  الكرد.

لذلك، أرادت الدولة التركية كسب المزيد من  الوقت  في ظل  "العدالة والتنمية"، لتحقيق أهداف استراتيجية مرتبطة بمشروعها لتحقيق "الوطن الأزرق والعثمانية الجديدة"، في وجود مشروع غربي تحت اسم "الشرق الأوسط الجديد" كما أسلفنا، فعملت تركيا على تهدئة القضية الكردية من خلال إظهار نيتها في حل القضية للتفرغ  لتقوية الاقتصاد  وبناء شبكة علاقات  قوية في الشرق الأوسط، ومع  بداية ما سمي  "الربيع العربي" وجدت  تركيا الفرصة سانحة لها لتحقيق تلك الأهداف مستثمرة في الإخوان المسلمين والحركات الجهادية، وبدأت تسعى للتنصل من مفاوضات السلام  والقضية الكردية.

دعوة أوجلان لدعم كوباني، والتهديد بإنهاء عملية السلام جاءت لشعوره بأن تركيا ليست جادة في تقربها من الكرد، وعليه كان لابد من الضغط على الدولة التركية التي اختارت  بدلًا من حل القضية الكردية والسلام، التشدد وإعلان  الحرب على الكرد، لخشيتها من  أن القضية الكردية ومع  علو شأن كرد سوريا سوف تتحول إلى خطر جدي على مشاريع أردوغان "العثمانية"، لذلك  لم يستجب لدعوات المناضل أوجلان، وأعلنت انتهاء عملية السلام، وجعلت من تدمير الكرد والقضية الكردية هدفًا أساسيًا، بعد  أن شعرت  بأنها تمتلك  أوراق القوة من خلال الإسلام السياسي في المنطقة.

سياسة أردوغان الانتهازية

 تحاول الدولة التركية تجريم الاحتفال باليوم العالمي للتضامن مع كوباني عبر عمليات الاعتقال التي تطال أعضاء في حزب الشعوب الديمقراطي... لماذا تفعل أنقرة ذلك؟

 

- تركيا  أردوغان  لم  تكن  جادة  في حل القضية الكردية، ومن  أهدافه في التقرب  من  الكرد  الحصول  على أصواتهم  لتغيير الدستور التركي، والحصول على دعم  النواب الكرد  في ذلك لتغيير نظام الحكم إلى نظام  رئاسي،  وحصر السلطة في شخصه، أي كان يمارس سياسة انتهازية لتمكين سلطته  من دون  تقديم  أي ضمانات  أو حقوق واضحة للشعب الكردي وهذا ما لم  يستطع الحصول  عليه حيث رفض الكرد  القبول  بالدكتاتورية والحكم الفردي، لذلك  كان  حقده  أي الرئيس التركي أردوغان  كبيرًا  تجاه الكرد، ومن جهة  أخرى كان انتصار كوباني في مقاومتها  ضد "داعش" ضربة قوية للأهداف التركية، وسببًا في صعود القضية الكردية إلى جانب تراجع داعش وتلقيه الهزائم المتتالية، وتحول  مقاومة كوباني إلى مقاومة  عالمية ضد الإرهاب، وانخراط القوات  الكردية في التحالف الدولي ضد داعش وتلقي الدعم  الغربي، كل ذلك  جعل    تركيا تشعر بأن  الكرد يتحولون إلى لاعبين  أساسيين في المنطقة، ما دفعه إلى ممارسة كل الوسائل لضرب الصعود الكردي.

 وتحوّل الأول من نوفمبر/تشرين الثاني كل عام إلى "يوم عالمي للتضامن مع كوباني"، يقرأه الأتراك على أنه تضامن مع القضية الكردية، ولأن هذا اليوم وتحوله إلى يوم  عالمي كان  بالدرجة الأساسية من  نتائج  الفعاليات الكبيرة  للكرد في تركيا، ودعوة المناضل أوجلان لدعم كوباني، فإن أردوغان  يمارس "الانتقام" من كل ذلك، وما اعتقال الرئيس المشارك  لحزب الشعوب الديمقراطية صلاح الدين دمرتاش  نفسه إلاّ انتقام  من  الكرد  الذين أفشلوا مخططاته حينها.

تمكنت قوات "حماية الشعب" ووحدات حماية المرأة الكردية من القضاء على مسلحي "داعش" في كوباني... كيف ترون هذا الدور البطولي المستمر؟

 

- هناك  فرق كبير  بين  أن  تقاتل  من  أجل القيم الديمقراطية والإنسانية وتمتلك مبادئ إنسانية وحضارية، وتكون مستعدًا لتقديم كل شيء لأجل القيم النبيلة،  وبين أن تكون  آلة للقتل والتدمير تخدم  الأجندات الخارجية وقوى الهيمنة. لذلك، فإن "وحدات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة" تشكلتا  دفاعًا عن المجتمعات في "روجافا" مستلهمين روح  المقاومة  والنضال من  فكر المناضل عبدالله  أوجلان، الذي أجرى دراسة معمقة حول الواقع  في كردستان  وفي الشرق الأوسط  ليصل إلى مشروعه الديمقراطي القائم على أخوة الشعوب وحرية المرأة  بالدرجة الأساسية، فمواجهة هذه القوات لـ "داعش" لم  تكن مجرد حرب يخوضونها، وإنما مسألة للوجود أو اللاوجود، فالانتصار في كوباني سيعني انتصار المشروع  في عموم  "روجافا"، وسقوط  كوباني ستعني سقوط  المشروع  والقضية الكردية عامة.

كانت معركة مصيرية، سواء بالنسبة لهذه القوات أو بالنسبة لـ "داعش"، فالمنتصر سيحدد شكل المنطقة ونموذجها، لذلك  فالدور الذي قامت به هذه القوات  كانت  حقيقة دورًا تاريخيًا،  جنّب المجتمعات المحلية والضعيفة والثقافات المختلفة وخاصة الغير قادرة على الدفاع  عن نفسها،  كوارث مرعبة كما حصل  في منطقة "شنكال" والفظائع  التي واجهتها، من  سبي للنساء والمجازر وتدمير مجتمع  قائم ، إلى جانب أن  هذه  القوات كانت الجبهة الأمامية دفاعًا عن العالم،  بشهادة القوى الدولية وشعوبها .

 لم تسهم القوات الكردية في حماية أهالي كوباني من "داعش" فحسب بل دافعت بذلك عن العالم كله وكانت أول من هزم التنظيم... فهل بدأ انهيار "داعش" منذ تلك اللحظة؟

 

- "داعش" لم  يواجه مقاومة حقيقية سواء في العراق أو سوريا وكانت معارك كوباني المواجهة الفعلية الحقيقية التي تدخل فيها، لا أظن بأن عناصر "داعش" كانت تتوقع  كل هذه المقاومة استنادًا على امتلاكها لقوات كبيرة مدججة بأسلحة نوعية استحصلتها من الموصل وقلة المدافعين عن المدينة وصعوبة وصول الإمدادات لها من  المناطق الكردية الأخرى، إلى جانب شعورها  بالانتصار الدائم في كل الجبهات وسهولة سيطرتها على المناطق، لكنها  وجدت نفسها في مواجهة قوى ليس من خياراتها الانسحاب وترك المدينة وإنما الخيار الوحيد كان مسألة الوجود واللاوجود، فهزيمة "داعش" في كوباني كانت صدمة كبيرة لها وانهارت معنوياتها، إلى جانب أنها لم تتوقع  أن تتحول "وحدات حماية الشعب والمرأة" إلى رأس الحربة في إنهاء خلافتهم المزعومة، غير أن مقاومة  كوباني التي جلبت الاهتمام العالمي وخاصة التحالف الدولي لمحاربة داعش، الذي كان يعتمد  قبل ذلك على فصائل ممن سموا أنفسهم بـ "الجيش الحر" وقدمت تركيا ملايين الدولارات  لتسليحهم وتدريبهم، غير إنها فشلت، حيث تحولت أغلب تلك القوات وحولوا السلاح الغربي وكل ذلك الدعم  إلى الفصائل الإرهابية وأصبحوا  جزءًا منهم، حينها أدرك "التحالف الدولي" أيضًا أن القوى الوحيدة التي تحارب الإرهاب وتستطيع  هزيمته هي  "وحدات حماية الشعب والمرأة".

 كيف يمكن تقييم دور المرأة الكردية في مقاومة كوباني وهل كان ذلك عاملًا مساهمًا في كسب تأييد الرأي العام العالمي للقضية الكردية؟

 

- مسألة مشاركة المرأة في المعارك لم تكن وليد الأحداث السورية، أو في مقاومة كوباني فقط، فهناك  شواهد كثيرة عن مشاركة المرأة في المعارك  قديمًا وحديثًا، إلى جانب الرجل، وذكر التاريخ أسماء نساء كثيرات من  القوميات المختلفة كالكردية زريفة خانم والتدمرية زنوبيا وغيرهن  من  النساء، غير أن الأمر لم يكن المشاركة وفقًا لخصوصيتها  أي أن المرأة اعتُبرت كأي مقاتل آخر مع  فرق الجنس لا أكثر، ولكن بالنسبة لـ "روجافا" فلم  تكن  المسألة مسألة وجود العنصر النسائي في المقاومة، مجرد  مقاتلات فحسب، وإنما وجود المرأة ضمن المقاومة جاء كحركة نسائية منظمة لها أهدافها التحررية، وبخصوصيتها الأنثوية كقائدة وكمقاتلة وسياسية، تدير أمورها بنفسها وتخوض المعارك  بالخصوصية نفسها، لذلك سُميت الثورة في روجافا بـ "ثورة المرأة" كطليعة في قيادة المرحلة.

وكان لدورها الأثر الكبير في كسب تعاطف العالم،  فقد كانت  من الغرابة بالنسبة لمجتمعات الشرق الأوسط والعالم رؤية المرأة الكردية وهي تواجه أعتى تنظيم إرهابي، وتُلحق به الهزائم بروح  ثورية عالية لا تفارق ملامحهن الابتسامة حتى وهن في مواجهة الموت وخنادق القتال.

كان من الغريب رؤية المرأة الكردية وهي تقود الحملات العسكرية، وتحت  قيادتها آلاف المقاتلين  من الشباب والرجال دون  أن يفقدن  تلك  الروح  الأنثوية، لذلك  تحولت  المرأة الكردية إلى عامل قوة لكل النساء من المكونات الأخرى في المنطقة، حيث التحقت  العشرات من النساء بوحدات حماية المرأة من هذه المكونات أيضًا ومن مختلف المذاهب،  وتحولت إلى نموذج  للمرأة القوية ومثالًا حتى في المجتمعات الغربية والمجتمعات الأخرى.

 يؤكد مراقبون أن تحرير كوباني وانتصار مقاومتها يُعد صفعة تاريخية في وجه مرتزقة "داعش" وداعميهم... كيف تحوّلت كوباني إلى ملحمة بطولية استقطبت العالم؟

 

- لم يكن  من  السهل أبدًا  أن تواجه  مدينة صغيرة ومعزولة عن المناطق الكردية الأخرى، حيث من الصعب إمدادها بالعدة والعتاد، جحافل من الإرهابيين ومجرمين محترفين في القتل والتنكيل مدججين بأحدث الأسلحة الثقيلة.

وفي وقت كان فيه عناصر "داعش" تحاصر المدينة وتسيطر على طرق إمدادها، إلى جانب وقوعها على الحدود التركية من  "النقطة صفر"، لذلك   التنظيم  الذي لم  يختبر الهزيمة في معاركه  السابقة، وجد  نفسه مهزومًا في تلك  البقعة الجغرافية الصغيرة،  وعلى يد جيش صغير من  المتطوعين في وحدات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة، على الرغم  من عدم وجود أية احتمالية لانتصار كوباني  وفقًا لما ذكرناه من  العوامل، التي تعد  عوامل  ضعف لا قوة، فانتصار كوباني وهزيمة داعش لم تكن مجرد صفعة له ولداعميه فحسب، وإنما صفعة للذهنية الرجعية التي لا تجد في المرأة غير متاع للرجل،  ومجرد  كائن  ضعيف ، فقد كان للمرأة دور بارز  في إسقاط أسطورة "داعش الذي لا يُهزم".

المجازر لا تسقط بالتقادم

 في مثل هذه الأيام من نوفمبر/تشرين الثاني 1937 وقعت مذبحة "ديرسم" التي راح ضحيتها نحو 70 ألف شهيد كردي... كيف ترون ذكرى هذه المذبحة وهل الاعتذار الذي قدّمة أردوغان عام 2011 نيابة عن الدولة التركية كافٍ للتكفير عن هذه المجزرة؟

 

- التاريخ  الكردي ملئ بالمآسي والمجازر وخيبات  الأمل، إلى جانب تواطؤ القوى الدولية دائمًا لجانب أعدائهم،  تماشيًا مع  مصالحهم ، فمجزرة ديرسم 1937 كانت  رسالة تركية للشعب الكردي من  أن المقاومة تعني المجازر والإبادات ، والتمسك  بالهوية الكردية تعني الفناء، لقد رفض الكرد الصهر في بوتقة القومية التركية لأنها تعني اللاوجود ، فقبل  ثورة ديرسم  1937 شهدت المنطقة ثورة كردية قوية بقيادة الجنرال إحسان نوري باشا 1930 وإثر القضاء على تلك  الثورة  نشرت الصحف التركية حينها  صورة ترمز  لجبل أغري مرفقًا بعبارة  "هنا دُفنت كردستان  الخيالية"، في إشارة إلى القضاء نهائيًا على أي حلم كردي بالنهوض من جديد.

لذلك، كان رد فعل الأتراك عنيفًا جدًا تجاه ثورة ديرسم، التي حطمت ذلك الشعار، لتقول إن الكرد مازالوا يقاومون لأجل الوجود، فمجزرة ديرسم لم تكن مجرد قتل جسدي لآلاف الكرد وإنما قتل أي أمل جديد في النهوض، وحقيقة اعتبرت  ثورة ديرسم كآخر ثورة كردية في شمال كردستان، إلى أن ظهر حزب العمال الكردستاني 1978 واعلان  الكفاح  المسلح  1984 .

المجزرة بقيت  طي الكتمان،  ولم يكن للقوى الدولية اهتمام  بذلك، وبقي جرحًا عميقًا  في الذاكرة الكردية التي خذلته كل القوى الدولية، دون أن تعترف تركيا بذلك أو تعتذر ، ولكن  اعتراف أردوغان  بالمجزرة رغم    التنصل من  المسؤولية وتحميل جهة معينة المسؤولية "حزب الشعب الجمهوري"، كانت خطوة جريئة وأملًا في تغير الذهنية التركية، والاعتراف بالقضية الكردية وحلها ، غير أن الأمر لم  يكن  سوى مجرد موقف انتهازي من حزب "العدالة  والتنمية" لتسويق نفسه كنظام جديد جامع  لكل شعوب تركيا، إلى جانب استغلال ذلك  لمكاسب سياسية في مواجهة خصومه، فالمسألة ليست  مجرد مسألة اعتذار، وإنما ما الذي قدّمه أردوغان بعد  الاعتذار؟، فقد كرر نفس تلك  المجازر بحق الشعب الكردي، ليكون  جزارًا آخر ودكتاتورًا  جديدًا .

 هل صحيح أن العدد الحقيقي لضحايا وشهداء كوباني لم يُعرف حتى هذه اللحظة... وهل عاد كل المُهجّرين إلى مناطقهم الأصلية؟

 

- رغم الاهتمام الكبير من قبل وحدات حماية الشعب والمرأة بأرشفة أسماء الشهداء والضحايا، غير أن الظروف الصعبة وحجم المعارك الكبيرة، إلى جانب التدمير الكبير للمدينة وحدوث حالات نزوح، وعدم عودة كل أبناء كوباني إلى مدينتهم، على الرغم  من عودة نسبة كبيرة ، كل ذلك لم  يساعد في توثيق ومعرفة العدد الحقيقي من الشهداء والضحايا ، خاصة بين المدنيين.

 في يونيو/حزيران الماضي أكد "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، أن محاسبة الجناة في مجزرة كوباني لم تتحقق بعد... فهل يمكن تقديم هؤلاء الجناة للعدالة الدولية يوماً ما؟

 

- ارتكبت الدولة العثمانية في نهاياتها وعلى يد حركة "تركيا الفتاة" أبشع مجزرة بحق الشعب الأرمني عام 1915، وعلى الرغم من  تنصل الدولة التركية من ذلك وسعيها لجعل المجزرة في طي النسيان، غير أن المجازر ومحاسبة مرتكبيها لا تسقط  بالتقادم،  لذلك  وبعد  100 عام  من  المجزرة  باتت العديد من  الدول تسميها بـ "المجزرة" وتعترف بها كإبادة جماعية ، ربما تأخرت المحاسبة ولكنها ستأتي يومًا، وكذلك بالنسبة لمذابح ديرسم وشنكال وكوباني وعفرين،  وغيرها  من  المجازر لن  تسقط  المحاسبة بالتقادم ، ربما الظروف الحالية غير مواتية، أو أن مصالح  بعض القوى لا تريد  ذلك،  ولكن  في النهاية لابد من المحاسبة. وعندما ينال الشعب الكردي حقوقه، سيتم محاكمة عناصر وداعمي تلك المنظمات وعرابيهم، ولو بعد 100 عام.

النشرة الإخبارية

اشترك في النشرة الإخبارية

ابق على اطلاع على النشرة الإلكترونية

معلوماتك فى امان معنا! إلغاء الاشتراك في أي وقت.