إيران: انهيار في الداخل «دراسات في تفكك البنى الداخلية للدولة الإيرانية»

- 8 فبراير 2022 - 381 قراءة

تتطلب دراسة منطقة الشرق الأوسط، معرفة عميقة بالقوى الفاعلة الرئيسة فيها، والتي تُعتَبر إيران، إلى جانب تركيا وإسرائيل، أحد أبرز القوى المتدخلة في بيئة صراعية، تسعى كل منها لحيازة مزيد من المصالح والنفوذ فيها. وتقوم السياسة الإيرانية على ادعاءات تاريخية، ومطامع، وتوظيف طائفي/مذهبي، قاد إلى تفكيك عدد من الدول العربية وانهيارها، وإلى تغييرات عميقة في منطقة الشرق الأوسط.

ويشكل هذا الكتاب، قسماً من جملة بحوث تم الاشتغال عليها طيلة العقد الماضي، تناولنا فيها بنية النظام الإيراني، وإشكالياته، وآليات عمله. بغية فهم الأساسات التي قام عليها المشروع الإيراني في الشرق الأوسط، وفهم آليات صناعة القرار داخل هذا النظام، والإشكاليات التي ترسخ في بنيانه، مترافقة مع نشوء نظام الملالي عام 1979، منذرة بانهيار لاحق، متأخر.

أي أننا ننوي من خلال هذا الكتاب، إصدار عدة أجزاء، يتناول كل منها، دراسة لبعض جوانب الدولة الإيرانية في زمن الملالي، ويأتي هذا الكتاب باعتباره تأصيلاً ومنطلقاً لفهم الاضطرابات الكبرى الواقعة في بنى النظام الإيراني في العقد الأخير، والتي تقود إلى تفكّك مشروعه الخارجي (فكرة الكتاب الثاني)، وتنذر بانهيار الدولة، أو على الأقل انهيار نظام الملالي، لصالح نظام لن يكون أقل عنصرية تجاه محطيه.

ونأمل أن يشكل هذا الكتاب قاعدة بيانات للباحثين في الشأن الإيراني، عدا عن أنه محاولة لأرشفة أبحاثنا، التي اشتغلنا عليها، منذ رسالة الماجستير في جامعة دمشق، مروراً بعدد كبير من الأبحاث لصالح عدة مراكز بحثية أو مواقع وصحف عربية.

وحاولنا في هذا الجزء، تبيان الاضطرابات التي تتفاعل في بنى النظام الإيراني الداخلية، على مستوى الإشكاليات السياسية والاجتماعية الإثنية، والتي أنتجت صراع هويات محلية غير قابلة للحل، إلا في إطار تفكيك الدولة ذاتها إلى عدة دول. كما وضحنا ما يترافق مع ذلك من فشل في مستوى أداء السلطة الإيرانية تنموياً، وما نتج عنه من آثار سياسية بالغة السوء، وذلك بالاعتماد على مؤشرات المنظمات الدولية المعنية بالأمر، مع قياس إجرائي لما يتم طرحه من إشكاليات.

لينتقل الكتاب بعد ذلك، لتبيان الأثر الذي لحق بهذه المؤسسات والبنى طيلة السنوات السابقة للعقوبات الدولية المفروضة على إيران، وكيف أن إيران لم تستطع الاستفادة من الرفع الجزئي المؤقت عن تلك العقوبات، قبل أن تنحدر ثانية في تداعيات أكثر سوءاً من سابقتها بعد فرض العقوبات ثانية عليها، وبحدة أشد مما كانت عليه.

ورغم أن الاتفاق النووي، كان من الممكن أن يشكل بادرة باتجاه منع إيران من تطوير سلاح نووي، وباتجاه انفتاح إيراني على العالم، أو ما يمكن اعتباره "عقلنة إيران"، إلا أن السلطات الإيرانية لم تدرك تلك الفرصة الأخيرة التي أتيحت لها، وحاولت استغلالها في تعزيز تداخلات الإقليمية التخريبية، ما أدى بالنتيجة إلى دخولها في اضطراب أكثر حدة، لم تعد تمتلك مفاتيح تجاوزه، إلا من خلال الخضوع شبه المطلق للولايات المتحدة، وخصوصاً بعد العقوبات الأخيرة.

ويتبع هذا الكتاب، كتاب آخر، يدرس بشكل مفصل، أبرز ملامح السياسة الخارجية الإيرانية، في العقد الأخير، ودورها التخريبي في محطيها العربي، تحت عنوان: الاجتياح الفارسي.

 

النشرة الإخبارية

اشترك في النشرة الإخبارية

ابق على اطلاع على النشرة الإلكترونية

معلوماتك فى امان معنا! إلغاء الاشتراك في أي وقت.