خامنئي.. الرجل ذو الوجهيّن

- 28 يناير 2023 - 622 قراءة

• المخرج الإيراني محسن مخملباف: خامنئي ليس سوى "شاه" آخر لكنه يرتدي عمامة بدلًا من التاج

 

• المرشد يدّعي الزهد وهو يأكل أفخر أصناف الطعام وينفق ملايين الدولارات على اقتناء الخيول النادرة

 

• أنفق 500 ألف دولار على شراء آلة أمريكية الصنع لفحص الطعام تُصدر إشارة إذا كان مسمومًا!

 

 

عادة ما يظهر المرشد علي خامنئي في وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية، وهو يستقبل ضيوفه جالسًا في قاعة استقبال بسيطة على مفروشات قديمة، كأي رجل دين متواضع، وعفيف، وزاهد، كما يصفه شركاؤه في السلطة، باعتباره أسطورة حية تمشي على قدمين، وتعيش حياة "العفة والنزاهة"!

غير أن الفيلم الوثائقي "خفايا حياة خامنئي"، الذي أخرجه المخرج الإيراني محسن مخملباف عام 2011، ضرب هذه الأسطورة في مقتل، وكشف عن أسرار الحياة المترفة التي يعيشها خامنئي وأسرته بعيدًا عن الأضواء.

وفي البداية، كتب "مخملباف" تقريرًا مطولًا تحت عنوان "أسرار حياة خامنئي"، وتحول التقرير إلى فيلم فيما بعد، كشف خلاله عن الكثير من أسرار حياة المرشد الإيراني، ووصف خلاله كيف تحولت حياة المرشد من شظف العيش إلى البذخ.

كان "مخملباف" صديقًا لآل خامنئي، قبل أن ينقلب على الملالي، ويفر هاربًا من بطشهم إلى أفغانستان عقب انتخاب الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد عام 2005، وهو ما يؤكد أن الفيلم مبني على وقائع حقيقية، وأن كل ما جاء فيه هو نتاج خبرة شخصية للمخرج الذي كان ضيفًا شبه دائم على أفراد عائلة المرشد في قصورهم المشيدة.

ويكشف الفيلم أن المرشد ليس سوى "شاه" آخر، مع فارق غير بسيط، هو أن الشاه المخلوع كان متصالحًا مع فساده، بينما الشاه الجديد يدّعي الزهد، ويأكل أفخر أصناف الطعام، وينفق ملايين الدولارات على اقتناء الخيول النادرة، فضلًا عن هوايته الأثيرة في جمع الخواتم المرصعة بأحجار كريمة، وأعماله التجارية العابرة للحدود، وسيطرته على الأسواق في بلاده من النفط، وحتى تجارة الأرز.

شاه بـ "عمامة"

يؤكد الفيلم أن خامنئي رجل ذو وجهين، وجه الزاهد أمام الجمهور والشعب ووجه الشاه أمام عائلته وفي حياته الخاصة جدًا، فهو كالشاه يمضي عطلته الشتوية في القصر الذي شيده في مشهد، أما عطلة النوروز فيقضيها في إقليم الأحواز المحتل، حيث يوجد هناك قصر خاص به، أما في الصيف فيقضي ويمضي الإجازة ومدتها شهر كامل في شمال إيران. وفي نهاية كل أسبوع، يختار قصرًا من أحد قصور الشاه السابق ليقضي إجازته وعائلته فيه.

فهل هذا «قائد ثورة» على البذخ ومن أجل الفقر والفقراء، وهل هذا زاهد كما يحاول تسويق نفسه، أم أنه كما أشار الفيلم "شاه آخر بعمامة"؟!

ووفق "مخملباف"، يقع منزل خامنئي الرسمي في شارع باستور، قلب العاصمة طهران، وقد بُني أسفله "ملجأ حصين" بعمق 60 مترًا، زوده بسقف وجدران عازلة مقاومة للسلاح النووي. وقد بلغت كلفة مصاعده فقط، خمسة ملايين دولار، وكذلك الحال في قصر وكيل آباد في مدينة مشهد. وهذا هو مجرد مثال بسيط على "زهد المرشد"!

ومن مظاهر الترف والبذخ التي يشير إليها الفيلم، أن لدى خامنئي مئة من الخيل قيمتها 40 مليون دولار، كما أن لديه ما يشبه مغارة "علي بابا" التي تحتوي على خواتم وعقيق بملايين الدولارات، حيث يملك المرشد تشكيلة نادرة من الخواتم الثمينة، تعدادها 300 خاتم لا مثيل لها في العالم، ثلاثة منها وصلت إليه من مدينة القدس المحتلة من جهة غير معروفة، تعتبر تحفًا فنية تاريخية، وهناك خاتم رابع من العقيق النادر، يتجاوز ثمنه 500 ألف دولار، بالإضافة للعصيّ الأثرية المرصعة بالأحجار الكريمة.

كما يملك المرشد طائرة إيرباص خاصة يسافر على متنها وحده، أما عائلته فقد خصص لها طائرة بوينج 707 ومثلها للحراس، ويملك أيضًا خمس طائرات هليكوبتر من نوع "فالكون"، يبلغ ثمن كل واحدة منها 400 ألف دولار، وحين تحلق إحدى طائراته الخاصة في سماء طهران تتوقف حركة الطيران في مطاراتها، إضافة إلى أسطول الطائرات، يملك خامنئي أسطولًا من السيارات، ولديه 17 سيارة ضد الرصاص، و1200 سيارة حديثة.

وعندما يكون على سفر، يظل خامنئي على تواصل دائم مع مساعديه، وقد خصص طائرة تُقل إليه يوميًا من يرسل في طلبه أينما كان، كما يرتفع عدد حراسه، فينقل معه حوالي 1200 حارس، من بينهم فئة الحراس المقربين الذين ينتشرون في المنطقة التي يقيم فيها، ويتوزعون على نقاط وأبراج مراقبة طيلة مدة إقامته وعلى مدى 24 ساعة. كما خصص خامنئي للرحلات البرية (كارفان) ضد الرصاص، مجهز بغرفتي نوم، وحمامين، ومطبخ صغير.

ويُظهر الفيلم أنه إلى جانب هؤلاء الحراس الكُثر، هناك 700 حارس، وهم "حراس الحلقة الضيقة" أو الأولى، وينقسمون إلى فئتين: الحراس المقربون أو الفدائيون: يبلغ عدد الحراس في هذه الفئة 200 شخص، يرافقون خامنئي في رحلاته وسفراته ويعيشون في محيط قصره في بيوت وقصور فخمة. ويخضع الحراس المقربون لنظام حياة صارم، يتحكم بمشاعرهم وعلاقاتهم مع محيطهم وحتى ارتباطاتهم العاطفية، ومن غير المسموح لأحدهم أن يتزوج من بنات موظفين عاديين في الدولة، بل يجب أن يختاروا زوجاتهم من الأسر العريقة.

أما الفئة الثانية فهي "حراس العائلة، ويبلغ عدد هذه الفئة 500 شخص، وهم موكلون بحماية 40 شخصًا من عائلة خامنئي، بدءًا من زوجته وعائلتها، وبناته وأزواجهم وأبنائه وزوجاتهم، وصولًا إلى الأحفاد وأخوالهم وأعمامهم". ويتم اختيار هذه الفئة من الحراس، بعد مرورهم على ثلاثة أجهزة أمنية، وقد يستغرق حصول أحدهم على الموافقة على هذه "المكرمة" سنوات طويلة!

من الفقر إلى البذخ

لا يتناول خامنئي لحم الدجاج والبط أبدًا، بل ينصحه أطباؤه بتناول لحم طيور الدراج والسمان والنعام لخلوها من الدهون والكوليسترول. وقد أنفق المرشد مبلغ 500 ألف دولار على شراء آلة أمريكية الصنع لفحص الطعام، تُصدر إشارة في حال كان مسمومًا، وجريًا على عادة الملوك والسلاطين فإنه لا يتناول طعامه قبل أن يتذوقه الطباخ أولًا.

ويسلط الفيلم الضوء على طبيب خامنئي الخاص، وهو الدكتور مرندي وزير الصحة الأسبق، وهو "منسقه الصحي"، أي إنه هو الذي يختار له الأطباء لمعاينته، وفق ما تقتضيه حالته المرضية.

ويوجد أسفل القصر الذي يسكنه خامنئي في شمال طهران، مشفى كامل التجهيز، يشرف عليه أربعة أطباء مختصين على مدار 24 ساعة، وترافقه في رحلاته البرية سيارة إسعاف ضخمة عبارة عن مستشفى صغير نقال.

ويوضح الفيلم أن المشفى مجهز بأحدث الأجهزة للحالات الطارئة، ويحوي غرفة عمليات للرحلات الجوية. كما جهز خامنئي طائرته الخاصة بما لا يقل أهمية وتطورًا عن المستشفى البري، عدا أنها تحوي غرفتي عمليات حديثة.

من جهة ثانية، يسيطر المرشد وأبناؤه - بشكل كامل- على قطاعي النفط والغاز في إيران، كما يحتكرون قطاع التسليح العسكري من روسيا والصين حصريًا، ويمتلكون أكثر الأسهم في شركات تصدير واستيراد كبرى، فضلًا عن وكالة شركة «بي أم دبليو» الألمانية للسيارات الفارهة، وعقود استثمار تجارية باسم «العتبة الرضوية المقدسة» في دبي وألمانيا والعراق وجنوب أفريقيا وفنزويلا ولبنان والصين. وحسب مصادر إيرانية، تبلغ ثروة خامنئي وعائلته 36 مليار دولار، منها 30 مليار دولار له وحده، و6 مليارات دولار للعائلة.

ويتربع المرشد على عرش رجال الدين الأثرياء دون منازع، حيث يستحوذ على إمبراطورية مالية تقدر بـ 95 مليار دولار وفق ما جاء في الفيلم، وهي ثروة تفوق 30 مرة تلك التي كان يملكها الشاه الراحل محمد رضا بهلوي.

النشرة الإخبارية

اشترك في النشرة الإخبارية

ابق على اطلاع على النشرة الإلكترونية

معلوماتك فى امان معنا! إلغاء الاشتراك في أي وقت.