المعارضة الشيعية لميليشيات إيران في لبنان

- 16 مارس 2022 - 720 قراءة

<< "الزعران" تعرضوا للمسيرات السلمية في بعض المناطق اللبنانية التي خرجت تطالب بإسقاط "الطبقة الفاسدة الحاكمة"، فتم الاعتداء على المدنيين، وخصوصًا المواطنين الشيعة الذين خرجوا في معاقل الحزب

 

<< الميليشيات الموالية لإيران اعتبرت أن النظام الذي تهيمن على مفاصله في لبنان، إن تم إسقاطه فسيعني ذلك إسقاط امتيازاتها، فعملت على إسكات كل الأصوات التي تنتقد سياسات القوى الموالية لإيران

 

<< جماهير "حركة أمل" خرجت للهتاف مرات عديدة ضد حسن نصرالله، مرددين: "لا إله إلا الله، نصر الله عدو"

 

 

 

أمام ما يجرى في المشرق العربي من أحداث كشفت حقيقة الميليشيات الموالية لإيران في سوريا واليمن والعراق، تزايد الغضب في لبنان، من الثنائي الشيعي ممثلًا في ميليشيات "حزب الله" اللبنانية وحركة أمل.

فجميع الطوائف في لبنان بما فيها غالبية الطائفة الشيعية باتت على يقين أن السبب الرئيسي في الانهيار السياسي والاقتصادي هو الحزب الإرهابي الموالي لملالي قم وطهران، فهذا الحزب هو الذي جرّ على لبنان العقوبات الدولية، كما أن تدخله ضد الشعب السوري جرّ على لبنان الويلات خصوصًا بعد إصدار قانون قيصر الأمريكي، فما الذي جرى داخل الطائفة التي كانت متماسكة في الماضي؟.

 

أسباب الغضب الشيعي

أمام الوضع الاقتصادي المزري في لبنان وتهاوي الليرة القياسي، والغضب الشعبي العابر للأقليات، فإن اللبنانيين عندما خرجوا في ثورة 17 أكتوبر/تشرين الأول، اتفقت حينها التنسيقيات اللبنانية الشبابية على عدم طرح مسألة نزع سلاح ميليشيات إيران في الحراك الشعبي منعًا للصدام.

مع هذا فعناصر الحزب المعروفين لدى اللبنانيين باسم "الزعران" تعرضوا للمسيرات السلمية في بعض المناطق اللبنانية التي خرجت تطالب بإسقاط من اعتبروهم "الطبقة الفاسدة الحاكمة"، فتم الاعتداء على المدنيين، وخصوصًا المواطنين الشيعة الذين خرجوا في معاقل الحزب في الضاحية الجنوبية لبيروت وبعض مدن البقاع والجنوب اللبناني.

الميليشيات الموالية لإيران اعتبرت أن النظام الذي تهيمن على مفاصله في لبنان، إن تم إسقاطه فسيعني ذلك إسقاط امتيازات الميليشيات، التي عملت كذلك على إسكات كل الأصوات التي تنتقد سياسات القوى الموالية لإيران، مستغلة هيمنتها على بعض مؤسسات الدولة اللبنانية، كذلك فإن الحصار الدولي والإقليمي، ومقتل المئات من أبناء الطائفة الشيعية في سوريا والعراق واليمن، كلها عوامل أدت لظهور انشقاقات في الطائفة التي يتزعمها "حزب الله" وحركة أمل.

 

خلافات بينية بين الثنائي الشيعي

بإلاضافة إلى ذلك، فإن الغضب وصل لجماهير الثنائي الشيعي الموالي لإيران، فكلًا منهما حمّل أسباب الانهيار للطرف الآخر، والغريب أن التشرذم وصل إلى التلاسن بين جمهورهم على الأرض، لذا لم يكن غريبًا أن تخرج جماهير حركة أمل للهتاف مرات ضد حسن نصرالله، مرددين: "لا إله إلا الله، نصر الله عدو" ومثل هذه الهتافات كانت مستحيلة في السابق.

 

أهم الشخصيات المعارضة ؟

أما صبحي الطفيلي مؤسس حزب الله اللبناني الذي انشق عنه، فهو يقود تيار شيعي مناهض لإيران وميليشياتها في لبنان والمنطقة، وهو هاجم مرارًا وتكرارًا الحزب وكشف أنه بات حرس للحدود اللبنانية مع الاحتلال الإسرائيلي، كما أكد كذلك مسؤولية الحزب في انهيار اقتصاد لبنان، وفي قتل الشعب الشعب السوري والعراقي وحتى الأحوازي وأخيرًا الإيراني الذي ثار على نظام الملالي في قم وطهران.

وكذا الأمر لمفتي مدينة صور وجبل عامل السابق علي الأمين، الذي قاد حملات إعلامية كبيرة ضد الحزب، الأمر الذي اضطر "حزب السلاح" أو "حزب إيران" كما يسمى في لبنان لاتهام المرجع بأنه عميل للاحتلال.

فيما حذر رئيس المجلس الإسلامي العربي في لبنان، محمد علي الحسيني، من تداعيات سياسة الحشد الطائفي التي يقوم بها "حزب الله"، محذرًا من انجراف البلاد إلى حرب أهلية مع ارتفاع منسوب التوتر الطائفي.

كما أطلقت مجموعة من المعارضين الشيعة اللبنانيين نهاية شهر يوليو/تموز 2019، "الحركة الإصلاحية الشيعية" لمواجهة هيمنة الحزب على الطائفة الشيعية، وقال الشيخ محمد الحاج العاملي، وهو أحد مؤسسي الحركة، إن "الواقع المزري الذي وصلناه يفرض علينا ألا نقف مكتوفي الأيدي حيال الانهيار الذي يشهده لبنان، ويشهده الواقع الشيعي على وجه التحديد".

 

جرائم ضد المعارضين

الميليشيات الموالية لإيران، لم تكتف بتشويه صورة المعارضين لها من أبناء الطائفية الشيعية، عبر إعلامها ولجانها الإلكترونية، ولم تكتف بتهديد أمثال الطفيلي والأمين والحسيني والعاملي بالتصفية، وإنما بدأت بالفعل في تهديد واغتيال بعض النخب الشيعية.

وجرى اغتيال الكاتب لقمان سليم صاحب شعار "صفر خوف" من إيران، بعدما اتهمه جمهور الثنائي الشيعي بأنه "عميل" ومن "شيعة السفارات (الأجنبية)"، كما اقتحمت عناصر ملثمة منزل الصحافي المعارض للثنائي الشيعي حسين شمص في الضاحية الجنوبية وهددوه بالقتل.

 

تمرد قطاعات من الشيعة

الميليشيات اللبنانية التابعة لإيران، لم تكتف بالهيمنة على القرار في لبنان واغتيال قادة الدولة اللبنانية كرئيس الوزراء الللبناني الأسبق رفيق الحريري، وإنما ساهمت في انهيار الدولة، وكانت أداة لمشروع الولي الفقيه في المشرق العربي، حتى أن الجيش اللبناني لم يستطع أن يمنع تلك الميليشيات الإرهابية من احتلال مدن سورية.

مع هذا فالطائفة الشيعية في لبنان ظلت تعول على مؤسسات "حزب الله" وحركة أمل الخدمية والإغاثية لكن مع العقوبات الدولية وانهيار الوضع الاقتصادي، والضغوطات التي مارسها الثنائي الشيعي على نخبة الطائفة وإبعادهم عن عملية صنع القرار السياسي دفع قطاعات عريضة من الطائفة للتمرد.

 

 

النشرة الإخبارية

اشترك في النشرة الإخبارية

ابق على اطلاع على النشرة الإلكترونية

معلوماتك فى امان معنا! إلغاء الاشتراك في أي وقت.