غضب عارم في الأحواز بعد رفع سعر الخبز

- 21 يناير 2024 - 393 قراءة

ارتفاع مفاجئ لأسعار الطحين في الإقليم العربي المحتل بنسبة وصلت 30% من السعر الأصلي

 

حكومة إبراهيم رئيسي أنهت عام 2023 برفع سعر الخبز رغم إعلانها مرارًا أنه "لا زيادات في الأسعار"

 

سيدة أحوازية: رفع أسعار الدقيق والخبز سيجعل من الصعب علينا توفير الطعام لأطفالنا

 

 

تحدثت وسائل الإعلام الإيرانية، مؤخرًا، عن الارتفاع المفاجئ لأسعار الخبز في إقليم الأحواز العربي المحتل، بنسبة وصلت إلى 30% من السعر الأصلي، حيث ارتفع سعر الخبز القمحي المُسمى "التفتون"، وهو الأكثر شعبية في الإقليم، من 500 إلى 650 تومانًا، وذلك رغم أن مسؤولي حكومة إبراهيم رئيسي أكدوا مرارًا منذ بداية العام الماضي، أنه لن "تحدث زيادات في الأسعار".

وذكرت وكالة "فارس" الرسمية، نقلًا عن رئيس اتحاد أصحاب أفران الخبز في مدينة دزفول في الأحواز، أن "الزيادة في الأسعار حدثت بموافقات قانونية". وذكر أن نسبة الزيادة بلغت 30% في أنحاء الأحواز كافة، وبلغت 40% في بعض المحافظات الإيرانية الأخرى مثل أصفهان.

من جانبه، قال صالح صيواني، رئيس اتحاد خبازي الأحواز، إنه تم مساواة سعر الخبز في الأحواز مع المحافظات الأخرى، موضحًا أن سعر خبز "التفتون" واللواش" في الأحواز ارتفع من 5000 ريال إلى 6500 ريال، وفقًا للسعر في المحافظات الأخرى.

وأضاف صيواني: "تم ذلك للأسف في الأحواز، على الرغم من سوء نوعية الخبز، وهذه "المعادلة" تمت في محافظات أخرى اعتبارًا من شهر نوفمبر/تشرين الثاني. وقد طلبنا من سلطات المحافظة زيادة السعر حسب الظروف الجوية وصعوبة العمل في الأحواز، لكنهم لم يوافقوا، ولكن تم الآن تعادل سعر الخبز في الأحواز مع أسعار باقي المحافظات، خاصة أن أسعار المواد الأولية وأجور العمال ارتفعت، ويجب تحديد سعر الخبز بناء على ذلك".

 

الاحتلال "يسرق المحصول"

 

إلى ذلك، ارتفع سعر الخبز في مدينتي "سوس وكرخه" في إقليم الأحواز بمقدار 150 تومانًا إلى 650 تومان اعتبارًا من 28 ديسمبر/كانون الأول 2023، وكان سعر الخبز سابقًا 500 تومان، وسط حالة من الغضب بين مواطني دولة الأحواز العربية، حيث تعد الأحواز الأكثر انتاجية لمحصول القمح في البلاد، ولكن "سرقة المحصول" من قبل سلطات الاحتلال الإيراني، يهدد بأزمة في انتاج الخبز في الأحواز.

جاء هذا الارتفاع في الأسعار، بعد أن أصدر "المجلس الأعلى للاقتصاد" التابع للاحتلال الإيراني قرارًا برفع سعر الخبز، بدعوى أنه "قرار ضروري لتغطية تكاليف إنتاج الخبز، التي ارتفعت بسبب ارتفاع أسعار المواد الخام".

وأثار هذا الارتفاع في الأسعار غضبًا بين مواطني دولة الأحواز العربية، الذين اعتبروه "غير عادل". وقال محمد رضا، وهو رجل يبلغ من العمر 50 عامًا من سوس: "إن هذا الارتفاع في الأسعار غير عادل. نحن نعاني بالفعل من ارتفاع الأسعار في جميع السلع الأساسية، والآن علينا أن ندفع أكثر مقابل الخبز أيضًا. هذا أمر غير مقبول".

من جانبها، قالت سيدة تدعى "فاطمة"، وهي امرأة تبلغ من العمر 40 عامًا من كرخه: "هذا الارتفاع في الأسعار سيزيد من معاناتنا الاقتصادية. نحن نعيش بالفعل على دخل محدود، والآن علينا أن ندفع أكثر مقابل الخبز. هذا سيجعل من الصعب علينا توفير الطعام لأطفالنا".

من جهته، قال حسن، وهو ناشط اجتماعي من سوس: "إننا ننظم مظاهرات احتجاجًا على هذا الارتفاع في الأسعار. نريد أن نقول للحكومة إننا لن نقبل هذا الظلم".

 

فشل "الخطة الذكية"

 

بدأت موجة الزيادة في أسعار الخبز أواخر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، في محافظة خراسان الرضوية، حيث وصل سعر خبز "بربري" التقليدي المدعوم في مشهد إلى 1200 تومان، بعد أن كان 850 تومان قبل هذه القرارات.

وأكدت "وكالة مهر للأنباء"، في تقرير لها، أواخر ديسمبر/كانون الأول، ارتفاع أسعار الخبز في 13 محافظة إيرانية، وقالت الوكالة: "لا توجد منظمة من المنظمات العاملة في مجال الدقيق والخبز في البلاد على استعداد للتحدث، إلا أن الأنباء تؤكد ارتفاع سعر الخبز في حوالي 13 محافظة، ويقال أيضًا إن هذا التعديل في الأسعار سيطبق على المحافظات الأخرى، بما في ذلك طهران".

وأكد مستخدمون إيرانيون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أن سعر الخبز في "تطبيقات البيع" الشائعة عبر الإنترنت في إيران، يختلف بنسبة 50٪ عن سعر المخابز التقليدية التي تتلقى الدقيق المدعوم. على سبيل المثال، يصل سعر خبز "سنكك" في بعض مناطق طهران إلى 25 ألف تومان.

وحسب تصريحات أحمد رضا كشتكر، رئيس نقابة الخبازين في مشهد، فقد ارتفع سعر الخبز بنسبة 57% من 2020 إلى 2023، وبسبب التغيير بنسبة 40% في دعم الخبز، ارتفع سعر هذه السلعة الغذائية بنسبة 100% خلال هذه السنوات.

وجاء ذلك، بعد مرور عام على بدء "الخطة الذكية" لدعم الخبز والطحين، فيما لا تزال جودة الخبز وتسعيره من المشكلات التي تثير احتجاج الخبازين، ومستهلكي الخبز معًا.

وتم تنفيذ "الخطة الذكية" لدعم الخبز والطحين، حسب ادعاء منفذيها، بهدف منع تهريب الدقيق والخبز إلى دول الجوار، ومنع الهدر السنوي لأكثر من أربعة ملايين طن من الخبز في إيران، لكن هذه الخطة فشلت لدى تطبيقها على أرض الواقع، وزاد تنفيذها من مشكلات الخبازين ومشتري الخبز.

وكانت مشكلات دعم شبكة شراء الخبز عبر الإنترنت باستخدام البطاقات الوطنية، والتأخير في دفع الدعم اليومي لحسابات الخبازين، وعدم كفاية الدعم للخبازين، من بين المشكلات التي تم الإبلاغ عنها مرارًا حول هذه الخطة الحكومية.

ويشكو الخبازون خلال هذه الفترة من ثبات أسعار الخبز، مشيرين إلى ارتفاع تكاليف إنتاجه، ويعتبرون أنه من المستحيل الاستمرار في العمل بالأسعار الثابتة.

وأتت الزيادة في الأسعار رغم تأكيدات المدير العام لمكتب التفتيش والإشراف على السلع الأساسية في وزارة "الجهاد والزراعة" في نظام الملالي، لوكالة أنباء الجمهورية (الإسلامية) الإيرانية في تصريحات مؤخرًا: "لا يوجد أيضًا تغيير في سعر الخبز، لأن الحكومة تدعم هذه الطبقة".

وأظهرت مراجعة التغيرات في مجال الخبز، أن سعر الخبز في مدن مختلفة ارتفع بنسبة 30 إلى 60 في المئة، خلال ديسمبر/كانون الأول، وهي خطوة وصفها مسؤولو النظام الإيراني بأنها "جاءت لمطابقة أسعار الخبز في جميع المحافظات".

وفيما يستمر ارتفاع أسعار الخبز في إيران عمومًا، يقول خبير اقتصادي حكومي إن "الحكومة تدعم 140 ألف ملیار تومان من الخبز سنويًا، وهو دعم غير واضح ما هي النسبة مع ارتفاع الأسعار، وأين وكيف يتم إنفاقه".

وقال مسعود نيلي، العميد السابق لكلية الاقتصاد في جامعة شريف، إن "الحكومة في بلدنا توزع باستمرار الريع الذي كان في الماضي من العوائد النفطية، والآن تقوم الحكومة بذلك من خلال خلق الديون".

وأوضح نيلي، أنه يجري توزيع ريع 140 تريليون تومان تحت مسمى "دعم الخبز"، لكن هذا له تأثير بسيط على السلة الغذائية للمحرومين، حتى أن حكومة رئيسي قد وافقت على زيادة سعر الخبز في مناطق مختلفة من البلاد.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصادر:

1- مسؤول: تم تعادل سعر الخبز في خوزستان، موقع النخيل، 19 ديسمبر/كانون الأول 2023.

2- زيادة 30% للخبز في الأحواز.. وكشف تلاعب الحكومة بالإحصائيات لخلق «إنجازات وهمية» موقع المعهد الدولي للدراسات الإيرانية (رصانة) 30 ديسمبر/كانون الأول 2023.

3- غضب كبير بالأحواز بعد رفع أسعار الخبز في سوس وكرخه، موقع شبكة دولة الأحواز الإعلامية، 28 ديسمبر/كانون الأول 2023.

 

النشرة الإخبارية

اشترك في النشرة الإخبارية

ابق على اطلاع على النشرة الإلكترونية

معلوماتك فى امان معنا! إلغاء الاشتراك في أي وقت.