«الحرس الثوري».. صندوق الملالي الأسود

- 13 إبريل 2022 - 368 قراءة

مقدمة الملف

 

لعب "الحرس الثوري" منذ نشأته عام 1979، بأمر مباشر من الخميني، أدورًا خطيرة في تاريخ إيران ما بعد الثورة، فقد كان "الحرس" - ومازال- حارس نظام الملالي، وصندوقه الأسود، ويده الضاربة التي يبطش بها ويغتال معارضيه وأعداءه، سواء في الداخل أو الخارج، إلى حد أن أنشطة هذه المؤسسة شبه العسكرية امتدت عبر العالم حتى وصلت إلى أصقاع أمريكا اللاتينية، وهو المدى الذي لم تبلغه أي مؤسسة تابعة لدول في الشرق الأوسط من قبل، أو من بعد!

وتمثلّ قوات "الحرس"، بكل المقاييس، رقمًا صعبًا في معادلة القوة والسلطة في إيران، حيث تُعد "القوات العقائدية" و"الجيش المخلّص" للمرشد الأعلى الإيراني، والتي تتمتع بقيادة مستقلة تتلقى أوامرها من المرشد مباشرة، ولا تعد من الناحية التنظيمية جزءًا من القوات المسلحة.

ويقوم "الحرس" بمهام داخلية، منها المساعدة في حفظ النظام العام ومواجهة المتظاهرين الغاضبين خلال الانتفاضات الشعبية المستمرة. ومع مرور الوقت، تحوّل إلى قوة عسكرية، وسياسية، واقتصادية كبيرة في إيران، إلى درجة أن بعض المراقبين بات يصفه بأنه "أصبح دولة فوق الدولة"!

ويسيطر "الباسدران"، أي "الحرس" بالفارسية، على نحو 40% من الاقتصاد الإيراني، عبر تحكّمه في العديد من المؤسسات والصناديق الخيرية، والشركات التي تعمل في مختلف المجالات. حيث يُعتبر ثالث أغنى مؤسسة في إيران، بعد كل من مؤسسة النفط الإيرانية، ووقف الإمام رضا.

ويبلغ عدد أعضائه، وفق بعض التقديرات، نحو 350 ألف عنصر، وهم معروفون بحماسهم الديني، وولاءهم المطلق للنظام وجاهزيتهم للدفاع عنه ضد "أعداء الداخل والخارج"، وهو ما منحهم نفوذًا كبيرًا داخل أجهزة الدولة على الصعيدين السياسي والاقتصادي، سواء في كيانات قانونيّة أو غير قانونيّة.

وفي هذا الملف، نلقي الضوء على خفايا هذه المؤسسة الإخطبوطية، التي يتردد حاليًا أن إدارة الرئيس جو بايدن سترفعها من "قوائم الإرهاب" الأمريكية، بناء على شروط إيران لعقد اتفاق نووي جديد ضمن مفاوضات فيينا، ما يعني منح "الحرس" المزيد من الأموال، وإعطائه دافعًا سياسيًا للمضي قُدما في تنفيذ مخططاته الرامية إلى "تصدير الثورة" الإيرانية، ودعم الميليشيات الشيعية التابعة لطهران في الشرق الأوسط، ومهام أخرى، ما خفي منها كان أعظم:

 

 

 

 

 

 

النشرة الإخبارية

اشترك في النشرة الإخبارية

ابق على اطلاع على النشرة الإلكترونية

معلوماتك فى امان معنا! إلغاء الاشتراك في أي وقت.